سألني أحدهم قائلا:
نويت أداء العمرة ، و أنا أرتدي جزءا من الشعر المستعار يشبه الباروكة على رأسي – فهل يمكن أداء العمرة به – مع العلم أنني لا أخلعه أبدا و لا يمكن لي نفسيا أن أتصور نفسي بدونه؟ و عند قص أو تقصير الشعر فى نهاية العمرة هل أقصره من تحت هذه الباروكة أم ماذا؟؟ وجزاكم الله خيرا
فأجبته قائلا:
نويت أداء العمرة ، و أنا أرتدي جزءا من الشعر المستعار يشبه الباروكة على رأسي – فهل يمكن أداء العمرة به – مع العلم أنني لا أخلعه أبدا و لا يمكن لي نفسيا أن أتصور نفسي بدونه؟ و عند قص أو تقصير الشعر فى نهاية العمرة هل أقصره من تحت هذه الباروكة أم ماذا؟؟ وجزاكم الله خيرا
فأجبته قائلا:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على
رسول الله وبعد:
فأيها السائل الكريم هوِّن على نفسك
وخفِّف عليها، وارض بما قسمه الله لك تكن أغنى الناس، وعن مسألة لبس الباروكة للرجال،
فإنه لا يجوز لمن أحرم بالحج أو بالعمرة أن يغطي رأسه فهذا من محظورات الإحرام؛
لأنَّ الإحرام يتطلب عدم تغطية الرأس، وأنك إذا أحرمت بالحج أو العمرة وأنت لابس
هذه الباروكة تكون قد ارتكبت محظوراً من محظورات الإحرام، وعليك حينئذ الفدية وهي شاة
تذبحها وتوزعها على فقراء الحرم، أو إطعام ستة مساكين، أو صيام ثلاثة أيام.
وأيضا هذه الباروكة عائق عند الطهارة؛ لأنها تعد
طبقة عازلة أثناء الغُسل, فيجب نزعها أثناء الغُسل وأثناء الوضوء كذلك حتى يصل
الماء إلى الرأس.
وأما ما يفعل من حج
أو اعتمر ولا شعر له، فإنه يمر الموسى على رأسه استحباباً، ولا يجب
عليه ذلك، وقد نقل ابن المنذر الإجماع على ذلك، أما إن كان له ثمة شعر فإنه
يُقصِّره أو يحلقه.
أما مسألة لبس
الباروكة في غير الإحرام فإنَّ في المسألة تفصيل، وذلك لأنَّ لبس الباروكة مبني
على حكم وصل الشعر، والوصل من كبائر الذنوب، وقد جاء اللعن في حقِّ النساء، وهو في
حق الرجال أوجب، وإنما خصت الأحاديث النساء لأن الغالب وقوع هذا الفعل منهن، فقد
ثبت في الصحيح من رواية البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لَعَنَ
اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ
" ولعن الشيء دليل على تحريمه، وعلل العلماء هذا التحريم لما فيه من تغيير
خلق الله، أما إن كانت الباروكة مصنوعة من أشياء صناعية كالألياف مثلا، فإنَّ
العلماء قد اختلفوا، فمنهم من حرَّم نظرا للأدلة القاضية بحرمة وصل الشعر، وهناك
من أباح نظرا لأنَّ ربط الشعر بالألياف الصناعية لا يُعدُّ وصلا بل هو من الوضع، واللغة
العربية تأبى أن تسمي هذا وصلا، وبالتالي لا تنطبق عليه أحكام وصل الشعر- هذا في
غير الإحرام بالحج أو بالعمرة.
والله
أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق